الفهرس |
ولد محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهربن عاشور، الشهير بالطاهر بن عاشور، بتونس في (1296هـ/ 1879م) في أسرة علمية عريقةتمتد أصولها إلى بلاد الأندلس. وقداستقرت هذه الأسرة في تونس بعد حملات التنصير ومحاكم التفتيش التي تعرض لها مسلموالأندلس، وقد أهدت هذه الأسرة للعالم الإسلامي علمين هما « الطاهر بن عاشور »وابنه الفاضل « ابن عاشور » الذي مات في حياة والده رحمهما الله.
أتم الطاهر القرآن الكريم، وتعلم اللغة الفرنسية، والتحق بجامع الزيتونة سنة (1310هـ/1892م) وهو في الرابعة عشرة من عمره، فأظهر نبوغًا منقطع النظير.
تخرج الطاهر من الزيتونة عام (1317هـ/ 1896م)، والتحق بسلك التدريس في هذا الجامع العريق، ولم تمض إلاّ سنوات قليلة حتى عين مدرسًا من الطبقة الأولى بعد اجتيازاختبارها سنة (1324هـ/ 1903م).
وكان الطاهر قد اختير للتدريس في المدرسة الصادقية سنة (1321هـ/ 1900م)، وكان لهذه التجربة المبكرة في التدريس بين الزيتونة -ذات المنهج التقليدي- والصادقية -ذات التعليم العصري المتطور- أثرها في حياته؛ إذ فتحت وعيه على ضرورة ردم الهوة بين تيارين فكريين ما زالا في طور التكوين، ويقبلان أن يكونا خطوط انقسام ثقافي وفكري في المجتمع التونسي، وهما: تيار الأصالة الممثل في الزيتونة، وتيار المعاصرةالممثل في الصادقية، ودوّن آراءه هذه في كتابه النفيس « أليس الصبح بقريب؟ »من خلال الرؤية الحضارية التاريخية الشاملة التي تدرك التحولات العميقة التي يمربها المجتمع الإسلامي والعالمي.
- ورأى أنّ تغيير نظام الحياة في أي من أنحاء العالم يتطلب تبدل الأفكار والقيم العقلية،ويستدعي تغيير أساليب التعليم. وقد سعى الطاهر إلى إيجاد تعليم ابتدائي إسلامي في المدن الكبيرة في تونس على غرار ما يفعل الأزهر في مصر، ولكنه قوبل بعراقيل كبيرة.
- أمّاسبب الخلل والفساد اللذين أصابا التعليم الإسلامي، فترجع في نظره إلى فساد المعلم،وفساد التآليف، وفساد النظام العام؛ وأعطى أولوية لإصلاح العلوم والتآليف.
- اختيرابن عاشور في لجنة إصلاح التعليم الأولى بالزيتونة في (صفر 1328هـ/ 1910م)، وكذلك في لجنة الإصلاح الثانية (1342هـ/ 1924م)، ثم اختير شيخًا لجامع الزيتونة في (1351هـ/1932م)، كما كان شيخ الإسلام المالكي؛ فكان أول شيوخ الزيتونة الذين جمعوا بين هذين المنصبين، ولكنه لم يلبث أن استقال من المشيخة بعد سنة ونصف بسبب العراقيل التي وضعت أمام خططه لإصلاح الزيتونة، وبسبب اصطدامه ببعض الشيوخ عندما عزم على إصلاح التعليم في الزيتونة.
- أعيد تعينه شيخًا لجامع الزيتونة سنة (1364هـ/ 1945م)، وفي هذه المرة أدخل إصلاحات كبيرة في نظام التعليم الزيتوني؛ فارتفع عدد الطلاب الزيتونيين، وزادت عدد المعاهد التعليمية.
- وحرص على أن يصطبغ التعليم الزيتوني بالصبغة الشرعية والعربية، حيث يدرس الطالب الزيتوني الكتب التي تنمي الملكات العلمية وتمكنه من الغوص في المعاني؛ لذلك دعا إلى التقليل من الإلقاء والتلقين، وإلى الإكثار من التطبيق؛ لتنمية ملكة الفهم.
- ولدى استقلال تونس أسندت إليه رئاسة الجامعة الزيتونية سنة (1374هـ/ 1956م).
ومن المواقف المشهورة للطاهر بن عاشور رفضه القاطع استصدار فتوى تبيح الفطر في رمضان،وكان ذلك عام (1381هـ/ 1961م) عندما دعا « الحبيب بورقيبة » الرئيسُالتونسي السابق العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج، وطلب من الشيخ أنيفتي في الإذاعة بما يوافق هذا، لكن الشيخ صرح في الإذاعة بما يريده الله تعالى،بعد أن قرأ آية الصيام، وقال بعدها: « صدق الله وكذب بورقيبة ». فخمد هذاالتطاول المقيت، وهذه الدعوة الباطلة بفضل مقولة ابن عاشور.
كان أول من حاضر بالعربية بتونس في القرن العشرين، أما كتبه ومؤلفاته فقد وصلت إلى الأربعين هي غاية في الدقة العلمية. وتدل على تبحر الشيخ في شتى العلوم الشرعية والأدب. ومن أجلّها كتابه في التفسير « التحرير والتنوير ». وكتابه الثمين والفريد من نوعه « مقاصد الشريعة الإسلامية »، وكتابه حاشية التنقيح للقرافي، و »أصول العلم الاجتماعي في الإسلام »، والوقف وآثاره في الإسلام، ونقد علمي لكتاب أصول الحكم، وكشف المعطر في أحاديث الموطأ، والتوضيح والتصحيح في أصول الفقه، وموجز البلاغة، وكتاب الإنشاء والخطابة، شرح ديوان بشار وديوان النابغة…إلخ. ولا تزال العديد من مؤلفات الشيخ مخطوطة منها: مجموع الفتاوى، وكتاب في السيرة، ورسائل فقهية كثيرة
- تفسير التحرير والتنوير فسّر الشيخ ابن عاشور القرآن الكريم تفسيرا كاملا سماه: « تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد »، واختصر هو نفسه هذا الاسم تحت عنوان « تفسير التحرير والتنوير ». ويعتبر هذا التفسير موسوعة من المعارف، وقد أتى فيه الشيخ ابن عاشور بالجديد، بحيث لم يكرّر أقوال السابقين، بل أتى بأفكار أصيلة واجتهادية. وقد صدر هذا العمل في مجموعة واحدة تتركب من 30 جزءا في 15 مجلدا بعدما نُشر جزء منه في تونس سنة 1956، وفي القاهرة سنتي 1965 و1966، ثم تم طبع الاجزاء منجمة في تونس ابتداء من سنة 1968. وقد بذل الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور جهدا كبيرا في هذا العمل إذ تعمق فى معاني القرآن وإعجازه.
- مقاصد الشريعة الإسلامية
- أصول النظام الاجتماعي في الإسلام
- أليس الصبح بقريب
- الوقف وآثاره في الإسلام
- كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ
- النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح
- قصة المولد
- تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة
- التوضيح والتصحيح (أصول الفقه)
- حاشية التوضيح والتصحيح لمشكلات كتاب التنقيح (شرح على كتاب تنقيح الفصول في الأصول لشهاب الدين القرافي)
- أصول الإنشاء والخطابة
- موجز البلاغة
- نقد لكتاب الإسلام وأصول الحكم تأليف علي عبد الرازق
- شرح لمقدمة المرزوقي لشرح ديوان الحماسة
- شرح قصيدة الأعشى
- ديوان النابغة الذبياني
- شرح معلقة امرئ القيس
- ديوان بشار، مقدمة وتحقيق
- الواضح في مشكلات شعر المتنبي لأبي القاسم الأصفهاني (تحقيق)
- قلائد العقيان في محاسن الأعيان للفتح بن خاقان القيسي (تحقيق)
- سرقات المتنبي ومشكل معانيه لإبن بسام النحوي (تحقيق)
- تحقيق شرح القرشي على ديوان المتنبي
- غرائب الاستعمال
- السعادة العظمى
- المجلة الزيتونية
- هدى الإسلام
- نور الإسلام
- مصباح الشرق
- مجلة المنار
- مجلة الهداية الإسلامية
- مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
- مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق)
- المجلة الزيتونية
وقدتوفي الطاهر بن عاشور في (13 رجب 1393هـ/ 12 أغسطس 1973م)، بعد حياة حافلة بالعلم والإصلاح والتجديد على مستوى تونس والعالم الإسلامي.
- إسلام أون لاين: إصلاحيون ومفكرون تاريخ الوصول: 13 فبراير 2010
- مجلة الكلمة الطيبة، السنة الأولى، العدد 12، محرم 1417.
- الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور وقضايا الإصلاح في الفكر الإسلامي المعاصر: رؤية معرفية ومنهجية. تحرير د. فتحي حسن ملكاوي.
- موقع طريق الإسلام.
- موقع لواء الشريعة