الفهرس |
محمد بيرم الخامس 1840 م ـ1889 م
هو محمد بيرم الخامس بن مصطفى بن محمد الثالث من بني بيرم عالم رحالة مؤرخ من علماء تونس ولد في مارس 1840 م بمدينة تونس يعتبر الشيخ محمد بيرم الخامس أحد أفراد النخبة الإصلاحية الأولى في تونس وقد جمعت خير الدين باشا والجنرال حسين والجنرال رستم وثلة من الشيوخ المستنيرين من أمثال محمود قابادو وسالم بوحاجب وأحمد بن خوجة وغيرهم وساعدته ظروف داخلية وخارجية على نحت شخصيته الفكرية والعلمية ثم إنّ أسرته التي اشتهرت بالعلم والجاه والمال سعت إلى تعليمه على أيدي أبرز مشائخ الزيتونة. وتتلمذ على الكثير من شيوخ الزيتونة كشيخ الإسلام الشيخ محمد معاوية والشيخ الطاهر بن عاشور ( الجدّ) والشيخ الشاذلي بن صالح وغيرهم. محمد بن مصطفى بن محمّد الثالث بن محمّد الثاني بن محمّد الأوّل تركيّ الأصل جدّه الأعلى حسين بن أحمد بن محمّد بن حسين بن بيرم. وهو ضابط وفد إلى تونس تحت قيادة سنان باشا وأسهم في هزم الاسبان وطردهم من البلاد التونسية عام 1574. وعائلته عائلة علم، إذ أنجبت في ما بين 1873 و1915، سبعة علماء منهم شيخان للاسلام، كما احتكرت إمامة جامع سيدي يوسف. وكان منهم أئمّة لبعض الجوامع مثل جامع حمّودة باشا وجامع باردو. [انظر ترجمة أسرة بيرم في كتاب محمد بيرم الخامس: صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار، القاهرة،1911، ط 2 ملحق الجزء الخامس]. ولد محمّد بيرم الخامس سنة 1840 بتونس. وهو ابن مالك عقاري كبير وموظف حكومي. أمّه بنت الجنرال محمود خوجة (وزير الحربيّة).وزوجته بنت عمّه محمّد بيرم الرابع. أنجب ثلاثة أبناء هم: محمود [توفّي صغيرا] ومحمّد الأزهر [مات في مصر في نهاية ق 19م] ومصطفى الأزهر، قاض. بعد أن أكمل دراسته في جامع الزيتونة تولى سنة 1857 خطة مدرّس حنفي من الطبقة الثانية. ثم تقدّم إلى خطّة مدرّس من الطبقة الأولى في عام 1868، كما تولّى مشيخة المدرسة العنقيّة إلى غاية 1878. وكان يحصل على مكافآت مقابل خدماته الإداريّة والدّيبلوماسية.
كان الشيخ بيرم شديد الولع بالإصلاح السياسي ومكبّا على تحصيل العلوم العقلية والنقلية وشغوفا بالتدريس. انتصر الشيخ بيرم للتحديث والتمدّن وتحمّس كثيرا لعهد الأمان ولدستور 1861 وناصر ثورة علي ابن غذاهم وسعى إلى بث الروح العلمية العصرية بتونس ووجد ضالته في ظل وزارة خير الدين. كان الشيخ بيرم متفتحا على الثقافات ميّالا إلى اقتباس فضائل الحضارة الغربية وقد زار أوروبا مرارا واطلع ميدانيا على أسلوب النهضة وآلياتها ودرجة نموّها المتفاوت في كثير من الأمصار الأوروبية وقد حاول في ظل حكومة خير الدين تحقيق نقلة نوعية في الحياة التعليمية والسياسية وأنهك جسمه واستنزف ثروته الطائلة من أجل إرساء دعائم التحديث في البلاد التونسية. أشرف محمد بيرم الخامس خلال وزارة خير الدين باشا على جمعية الأحباس منذ عام 1874 وساهم في تنظيم التعليم بالمدرسة الصادقية عند تأسيسها عام 1875م وفي إصلاح التعليم بجامع الزيتونة وفي إصلاح المحاكم الشرعية مستعينا بالعارفين لقواعد الفقه والاجتهاد. كلّفه خير الدين باشا عام1875 م أيضا بإدارة المطبعة الرسمية وجريدة «الرّائد التونسي» وهي الجريدة الرسمية الناطقة بلسان الحكومة الإصلاحية .ولما استولى الفرنسيون على تونس هجر بلاده متجها إلى الآستانة ومكث فيها فترة من الزمن حتى توجه إلى مصر عام 1302 هـ وهناك أنشأ جريدة «الإعلام» أو «الإعلام بحوادث الأيام ومقتضى المقام بعلوم الإسلام ونصائح الأنام» منذ عام 1885 وهي التي استمرت نحو أربعة أعوام وتوقفت عن الصدور بتوليه منصب القضاء في محكمة مصر الابتدائية الأهلية.
من مؤلفات محمد بيرم الخامس «صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار» في خمسة أجزاء.و«تحفة الخواص في حل صيد بندق الرصاص»و«التحقيق في مسألة الرقيق» و«الروضة السنية في الفتاوى البيرمية». توفي بحلوان بمصر ودفن بالقاهرة في 15 ديسمبر 1889 م. |