الإمارات ودورها السياسي
الإمارات ودورها السياسي
عن موقع http://gulfstudies.info
لعبت الإمارات دوراً سياسياً مثيراً للجدل وخاصة منذ حرب الخليج عام 1990-1991، فكانت الإمارات واحدة من أوائل الدول المساندة للولايات المتحدة منذ اللحظة الإولى. وفتحت الإمارات قواعدها ومنشآتها العسكرية لقوات التحالف الإجنبية. وبعد ثلاث عشرة سنة كانت الإمارات على الموعد مرة أخرى في حرب أمريكا على العراق عام 2003، فما ان بدأت الحرب حتى تغاضت الإمارات عن قرار الجامعة العربية التي دعمته قبل أشهر برفض المشاركة في العدوان، فتحت مرة أخرى الإمارات قاعدة الظفرة في أبو ظبي لاستقبال واستضافة الطائرات الإمريكية المقاتلة وطواقمها.
وفي العام التالي 1992 انضمت الإمارات من جديد للتحالف الإمريكي الذي استهدف الصومال، فضلا عن ذلك تشير تقارير (صادرة عن الإمم المتحدة وشبكة بلومبرج مثلا) إلى أن الإمارات متورطة في دعم الحركات المسلحة في الصومال بما يقوض جهود انهاء التمرد في البلاد، وفقا لتقارير نشرتها الإمم المتحدة وشبكة بلومبرج[2].
كما لعبت الإمارات دور الوسيط بين الحكومة الإمريكية وطالبان، وكانت من أوائل الدول التي أعادت فتح سفارتها في كابول بعد سقوط نظام طالبان في 2002. كما دعمت الإمارات الحملة العسكرية الفرنسية على مالي وافريقيا الوسطى في يناير 2013 ماليا وعسكريا وشمل ذلك استخدام القاعدة الفرنسية في أبو ظبي، واستخدام بعض المعدات مثل الطائرات الموجودة فيها لاستخدامها في مالي إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك. وقف هولاند الرئيس الفرنسي في دبي ليقول: « لقد حصلنا على دعم الإمارات المادي للعملية العسكرية في مالي ولدينا ذات التوجهات فيما يخص الوضع هناك »، من دبي أُعلنت حرب فرنسا على مسلمي افريقيا الوسطى[3]. قامت الإمارات بما امتنعت عنه الدول الغربية الإخرى ودعمت فرنسا في تحقيق أهدافها وحماية مصالحها في منطقة الساحل الإفريقي الغنية بالثروات[4]. في سبيل ذلك دعمت الإمارات الهجوم على اسلاميي مالي، بل وحرب الإبادة التي شنتها الميليشيات المسيحية ضد المسلمين في افريقيا الوسطى برعاية فرنسية وتمويل إماراتي. يفسر البعض هذا الدعم الإماراتي بمناهضة محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبي، الحاكم الفعلي للإمارات، وعدائه الدائم للتيارات الإسلامية ورغبته المحمومة في الوقوف بقوة أمام أي توجه اسلامي، خاصة في دول الساحل والصحراء كي لا تكون قاعدة خلفية لدول الربيع العربي بافريقيا بعد صعود الإسلاميين في كل من مصر وليبيا وتونس. أما في ليبيا في السنة التالية فقد أرسلت الإمارات في 2014 العشرات من الطائرات المقاتلة للقيام بمهمات قتالية دعما لحفتر، كانت الإمارات قد شاركت الولايات المتحدة وحلفائها عملياتهم العسكرية في ليبيا في 2011. وبينما شاركت طائرات حربية إماراتية في قصف مطار طرابلس في أغسطس الماضي، دفعت الإمارات نفقات الحرب والتدخل المصري في ليبيا إلى جانب حفتر والتي تقدر بمليارات الدولارات[5].
من اللافت أيضا التحول الذي حدث في الإمارات بعد تولي زايد الحكم (وهو تحول في الدرجة لا في الإتجاه)، مثلا في عام 1991 رفض الشيخ زايد اقامة قواعد أمريكية في الإمارات، وبعدها بخمس سنوات قبل مرغما بشروط معينة، أما في عهد خليفة بن زايد و محمد بن زايد (الإخوان غير الشقيقين) أصبح للولايات المتحدة قاعدتان في الإمارات وحصلت فرنسا على قاعدة كذلك.
فكريا، تحولت القومية المحايدة إسلاميا عند الشيخ زايد بصورة راديكالية بعد وفاته إلى ليبرالية علمانية صرفة عند خلفائه، وهو ذاته ما حصل مع الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الذي احتضن الإفكار القومية والناصرية في صيغتها العلمانية. لكل هذا، سعت الإمارات لقيادة التحديث في الخليج من منظور قومي علماني ضد التيارات الإسلامية والسلفية، كما عملت على إجتثاث الإخوان والإسلاميين، وهو ما يفسر جانبا مهما من أسباب ضعف الوجود الإخواني والسروري والسلفي في الإمارات قياسا بالسعودية والكويت. وربما حاولت الإمارات تأمين نفسها ضد إيران بالتأكيد على عدم سلفيتها أو إسلاميتها السنية في مقابل قومية علمانية ربما تتوازى مع الطرح القومي السوري المقرّب من إيران ضد الطرح البعثي العراقي. لقد إختارت الإمارات عن عمد العلمانية القومية واللاإسلامية لتدخل معسكر الإعتدال العربي بديلاً عن أي طرح راديكالي إسلامي أو سلفي. ويلعب مجتمع الإستهلاك واللذة العلماني الشامل في الإمارات سبباً في عدائها للاسلاميين ووسيلة للحكم الإماراتي للتحكم في والسيطرة علي شعبه دون ديباجات أصولية سلفية كالتي يضطر لإستخدامها الحكم السعودي.
عن موقع http://gulfstudies.info